الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

فضل عاشوراء والشهر المحرم


فضل عاشوراء وشهر الله المحرم
سرحان بن غزاي العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أنعم المولى جل وعلا عباده بمواسم الخيرات التي تتابع عليهم فبعد أن صام المسلمون شهر رمضان ثم جاءت أشهر الحج إلى البيت الحرام فأدى المسلمون شعيرة الحج بتوفيقٍ من الرحيم الرحمن ها هم الآن في موسم من مواسم الخير ألا وهو شهر محرم الذي هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } (36) سورة التوبة وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ) وسمي محرماً تأكيداً لتحريمه قال بن عباس في تفسير قوله تعالى ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) أي في الشهور الاثني عشر ثم خصت الأربعة الحرم لأن الذنب فيهن أعظم كما أن الأجر فيهن أعظم .

ويستحب الإكثار من الصيام في هذا الشهر لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل ) وأفضل الصيام في هذا الشهر هو صيام يوم العاشر منه فعند البخاري ومسلم وأحمد من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ( ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ قالوا : هذا يومٌ عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه ) فكان صيامه فرضاً على الأمة حتى فرض صيام شهر رمضان فَجُعِلَ صوم عاشوراء للاستحباب فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ويقول ( من شاء فليصم ومن شاء فليفطر ) متفق عليه ولما سئل عن فضل صوم يوم عاشوراء قال ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) رواه مسلم ويستحب أن يصوم اليوم التاسع معه لقول بن عباسٍ رضي الله عنهما : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يومٌ تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ) قال بن عباس : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى صوم التاسع ، وفي المسند عن بن عباسٍ أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يوماً وبعده يوماً ) وفي رواية ( أو بعده ) فيكون أفضله صوم عاشوراء ويوماً قبله ويوماً بعده ، ويليه صوم العاشر ويوماً قبله أو يوماً بعده ، ويجوز صوم العاشر مفرداً لأن النبي صلى الله عليه وسلم صامه مفرداً .

وأما ما أحدثه المبتدعة في هذا اليوم من لطمٍ للخدود وشقٍ للجيوب وإثارةٍ للشحناء فهذا من الضلال المبين والانحراف عن الصراط المستقيم وكذلك ما يفعله النواصب في المقابل من جعل هذا اليوم يوم عيدٍ وفرح وتوسيعٍ على الأهل والأولاد ولا شك أن هذا أيضاً من الضلال المبين والواجب الاستمساك بهدى النبي صلى الله عليه وسلم والحذر من الضلالات والبدع .

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

يوم عرفة خير لمن أدركه


فضل يوم عرفة
د. راشد بن معيض العدواني
إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، وتنقضي سريعا؛ هي محط الآجال؛ ومقادير الأعمال فاضل الله بينها فجعل منها: مواسم للخيرات، وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة تظافرت النصوص من الكتاب والسنة على فضله وسأوردها لك أخي القارئ حتى يسهل حفظها وتذكرها : 

1- يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- عز وجل- : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة : 39]. والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ويوم عرفه من أيام ذي الحجة.

2- يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل- : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [سورة البقرة : 197] وأشهر الحج هي : شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة. 

3- يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل- : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28]. قال ابن عباس –رضي الله عنهما : الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة. 

4- يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله - عز وجل- : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [سورة الفجر:2]. قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.

5- يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي وحسن إسناده الشيخ محمد الألباني في كتابه إرواء الغليل. 

6- يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:5]. قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

7- صيام يوم عرفة : فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين) صححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود. 
كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم في الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.

8- أنه يوم العيد لأهل الموقف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ) رواه أبو داود وصححه الألباني .

9- عظم الدعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة. قال ابن عبد البر – رحمه الله - : وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.

10- كثرة العتق من النار في يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح.

11- مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني .

12- التكبير : فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين : التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة قال ابن حجر –رحمه الله- : ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود _ رضي الله عنهم_ أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى) .
وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما) والمقصود تذكير الناس ليكبروا فرادى لا جماعة . 


13- فيه ركن الحج العظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) متفق عليه. 
هذا ما تيسر جمعه سائلا الله أن يتقبل منا ومن المسلمين أعمالهم وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
كتبه
د. راشد بن معيض العدواني
عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام
كلية الدعوة بالمدينة. 


المصدر

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

عشر ذي الحجة


عبد الحميد المحيمد
@abd_h_as


بسم الله الرحمن الرحيم

تتجدد مواسم الطاعات وتتكرر النفحات الربانية مرة تلوَ الأخرى ؛ فمن رمضان وعشره الأواخر.. إلى شوال وصوم سته.... إلى عشر ذي الحجة .
وهكذا يمنحنا الله فرصاً جديدة للتوبة والرجوع إليه من خلال تلك المواسم العظيمة التي هي أشبه بمحطات تنقية وتطهير لأعمالنا .
كما أن هذه المواسم هي ميدان رحب للتنافس والاستكثار من الخير ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )) [سورة المطففين]
وهاهي عشر ذي الحجة قد أظلتنا بنفحاتها وبركاتها وخيراتها ،تلك العشر التي أقسم الله بها في محكم تنزيله، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فقال سبحانه : (( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ))[سورة الفجر ]
وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح فيها فقال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء».[أخرجه البخاري ومسلم].
ومن المعلوم أن الجهاد ذروة سنام الإسلام ومع ذلك فإن العمل الصالح في عشر ذي الحجة يفضله ،باستثناء من جاهد بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء (أي استشهد).

ولقد اجتمعت في هذه الأيام طاعات جليلة ومن بينها : 

الحج والصوم والصلاة والأضحية والتكبير والتلبية وغيرها.
هذه الطاعات ما اجتمعت في صحيفة عبد إلا كانت سبباً في الفوز برضوان الله ودخول الجنة.
وقد كان السلف يعظمون هذه الأيام ويجتهدون فيها قال أبو عثمان النهدي -كما في لطائف المعارف-: "كان السلف ـ يعظّمون ثلاثَ عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم»
وفي هذه الأيام تعج أرض الحرم بالزائرين من كل حدب وصوب جاؤوا من كل فج عميق .
تصدح ألسنتهم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

وإن من أحكام هذه العشر إذا دخلت :

أن يمسك المضحي عن شعره وأظافره فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) . والبشرة : ظاهر جلد الإنسان .
والذي ينطبق عليه الحكم هو المضحي فقط دون أهله أو وكيله أومن يباشر الذبح.
كما أنه يستحب الصوم في هذه العشر وخاصة يوم التاسع وهو يوم عرفة فقد قال صلى الله عليه وسلم:"صيامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " [رواه مسلم].

ومن الأعمال الصالحة في العشر: التهليل والتكبير والتسبيح :

قال صلى الله عليه وسلم:" ما من أيامٍ أعْظَمُ عندَ اللهِ ولَا أَحَبُّ إلى اللهِ العملُ فيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ العشْرِ فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ"[صحح إسناده الهيثمي]
فبادر أيها المسلم باغتنام هذه الأيام فلعلك لا تدرك موسماً آخر للطاعات ...
واجتهد في صلاتك وصومك وصدقتك .. وأخلص عملك لله .
ولله در من قال :

إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ
ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكونُ متى يكونُ
أسأل الله أن يتقبل منا ما كان صالحاً ويصلح منا ما كان فاسداً ويصلح فساد قلوبنا .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

الأحد، 9 أغسطس 2015

استمسك بلذة طاعة رمضان


استمسك بلذة طاعة رمضان

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي .
@adelalmhlawi

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

كثير من أهل اﻹيمان - ولعلك أنت منهم - وجد لذة الطاعة في رمضان .
وجد لذة القيام فبكى عند سماع القرآن .
ووجد لذة الدعاء قبيل الغروب فود أن الشمس لا تغيب حتى لا يفقد تلك اللذة .
وجد لذة الصدقة وهو ينفق بانشراح صدر .
وجد لذة اﻹستغفار قبيل الفجر فقال إن كان أهل الجنة في مثل هذا الحال لهم في حال عجيب .
وجد لذة التلاوة فود أن السورة لاتنتهي ..
في حياة طيبة ود معها أن السنة كلها رمضان .
ولكن ربما بدأ يفقد مثل هذه اللذائذ مع إقبال العيد ، وكثرة التواصل مع الناس ، واﻹنشغال بأمور الدنيا التي غدت لازمه .
ومن هنا جاء الحديث عن لزوم - ولو قسطا معينا - من هذه الطاعات ، ووجوب السعي الحثيث لتثبيت قربات ليجد الناصح لنفسه من وراءها شيئا من تلك اللذائذ ، فأقول - أولا - :
اعلم أن الدنيا سريعة الزوال ، وأن أيامها ولياليها عجيبة التفلت - وواقعك خير شاهد - .
فاجعل من سرعتها فرصة لك تربي بها نفسك للزوم الطاعة ، ودعوةٌ للنفس بجعل حقيقتها - وأنها أيام قلائل تنتقل بعدها لدار الجزاء - عاملا مهما للزهد فيها أو الركون لها ، وسببا أيضا لسهولة الطاعة وأن زمانها يسير .

وبين يديك طاعات أراها سببا لدوام ذلك النور ، وإبقاء - ولو جزءا - من تلك اللذائذ ، ومن ذلك :

* التقدم للمسجد عند الفرائض ، وهذا أمر مهم جدا ﻷن فيه المحافظة على اغتنام قدرا كبيرا من حياتك في الطاعة من صلاة وتلاوة ودعاء ونحوها ، مما يؤثر بشكل كبير في القلب ، يجد معها المؤمن لذة الإيمان وحلاوته .
* الإهتمام بأداء الصلاة بقلب حاضر - فريضتها وسننها - فهي عامل مهم لوجدان اللذة وإدراك السعادة .
* ربما كانت وصيتي لك بالسنن الرواتب من نافلة القول ، لكن لا بأس بالتذكير بها فهي الحارس الكبير للفريضة ، فاجعلها كالواجبة عليك .
* تلاوة القرآن بتأمل وتدبر ، والرجوع لتفسير المعنى سبب عظيم ﻹبقاء لذة اﻹيمان ، ولا يخفى على مثلك أثر القرآن في القلب ، فلا تنقطع عن القرآن مهما ضاق عليك الوقت .
* الزم مجالس العلم وكن كثير اﻹطلاع في كتب العلماء ، فلذة العلم وتحصيله تمناها الملوك وأبناء الملوك .
* الحرص على الخلوة الجزئية في اليوم والليلة " قبيل الفجر وبعده وأول الليل وآخر ساعة في الجمعة ونحوها " فهي ساعات الصفا ﻷهل اﻹيمان .
* الحرص على الصدقة ولو باليسير فهي من أعظم أسباب انشراح الصدر وإدراك حلاوة اﻹيمان .
* إن كنت من أهل بلاد الحرمين أو ميسور الحال ، احرص على أن لاتنقطع عن الحرمين الشريفين ففيهما من اﻷنس ما لا يُعبر عنه .
* الدعاء الدعاء ، الزمه في كل ساعة وآن - خصوصا حال سجودك - فالدعاء يجعل القلب متصلا اتصلا عظيما بربه ومولاه .
* كن شديدا الملاحظة لقلبك ، فلا يكن فيه لا محبة الخير للناس ، سليم الصدر ﻹخوانك ، فسليم الصدر قد دخل جنة الدنيا قبل جنة اﻵخرة . وأخيرا

اعلم أن أعظم مفسد للقلوب ، وأكبر سبب لفقدان لذة الطاعات ، بل وحلاوة الدنيا هو :

الذنوب والمعاصي ، فالحذر الحذر منها .
لا تتساهل بها فهي السبيل للحرمان ، والطريق الذي متى ما دخله المرء فقد كل خير .
فالله الله بمجاهدة النفس لﻹبتعاد عنها .
والله الله باستعمال العلاج النافع لها وهو :
تجديد التوبة على الدوام ، ولزوم عتبة اﻹنكسار بين يدي الملك العلاّم .

أسأل الله لي ولك الهداية والثبات ، وجميل الحياة وحسن الختام .

كتبه /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي .

السبت، 25 يوليو 2015

حذاري من الرياء و العياذ بالله


شوفوني اعتمرت!!

د.أميرة الزهراني


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

يبدو أن المسألة تجاوزت حد المباهاة بالسفر والمطاعم والاستراحات وجَمعة الأحبة والموائد... إلى شأن آخر خطير.. أخطر مما نتخيل بكثير؛ شأن العبادات وفساد الإخلاص!!

ماذا يعني أن يرسل عضو في قروب الواتس برسالة على النحو التالي: «أبشركم انتهيت من الختمة الثالثة ولله الحمد».
ويرسل ثاني في كل ليلة «الوتر الوتر حبايبي.. لا تنسوه»!!! ...
ويبعث ثالث بصورة له وهو منهمكاً في توزيع الماء على عاملي النظافة في حر القيظ!!
ورابع يضع بروفايل صورته واقفاً في الروضة الخضراء رافعاً كفيه مبتهلاً!!
وخامس يأتي بصورة بئر الماء الذي تكفل بقيمة حفره كوقف خيري لوالده في إحدى الأقليات الفقيرة مصحوبة بعبارة «يا رب تقبل مني»!!!!
وسادس يكتب لأعضاء القروب في هجيع الليل «يا الله!! ركعتين أديتها قبل قليل تساوي عندي الدنيا وما فيها»!!
وسابعة تصور مكان المصلّى الذي أعدته للصلاة وللقيام في رمضان وتبعثه لقروب الأهل والزميلات!!

هل تأملتَ حال المعتمرين والحجاج اليوم!! إنك بالكاد تستطيع الطواف أو الاستمرار في السعي!! تصطدم كثيراً بالمنهمكين بالتصوير في أوضاع مختلفة محذرين من المرور حتى لا تحيل بينهم وبين من يلتقط لهم الصورة فتفسد عليهم المشهد الروحاني المتقن!!..
وآخرون مغرمون بالسيلفي وهم يقبِّلون الحجر، ويطوفون ويهرولون.. ويشربون زمزم.. ويقفون عند مقام إبراهيم!!
في قدرة تمثيلية مبدعة على تجسيد دور الخاشع المنهمك في الطاعة!!!
يكذب على نفسه، قبل الناس، من يدَّعي بأنه إنما فعل ذلك من أجل تشجيع الآخرين لفعل الخير والصلاح!! الناس هنا، بالذات، لا تجهل طريق الخير ولا مسالك الصلاح!! الله وحده أعلم بالنيات.. وأعلم بالأعمال الخالصة المقصودة لوجهه الكريم وحده لا شريك له. تجري في الخفاء الشديد من عباده المتقين لا يعلمها إلا هو، لأنها له عز وجل وحده، وليس لكي يقال إن فلاناً تقي، أو ورع، أو بار بوالديه أو يقوم الليل..!!

ماذا بقي لنا في الحياة إن ضاعت منّا علاقتنا بربنا ودخلها بتسلل خفي «الرياء» الذي تعاظم وتوقد واشتعل على نحو مخيف ومريع بفعل الجوالات الذكية وقنوات التواصل الاجتماعي!! فأفسد طاعاتنا وصلاتنا وصدقاتنا وحقق الله لنا ما نوينا فامتدحنا الناس!!!

«الرياء» الذي ما تخيلنا أبداً قدرته الرهيبة على إفساد العبادات، ومهارته في تلويث نية الطاعة لله بالمباهاة. تأمل الصورة المتناهية الدقة في براعة وصف تسلله في دهاء إلى قلوب الناس: «أخفى من دبيب نملة سوداء على صفاة سوداء في ظلمة ليل»!!! لذلك حذّر منه الرسول صلى الله عليه وسلم وكان أشد ما يخشاه على أمته:
«إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ» قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ، اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً».

الأحد، 28 يونيو 2015

تفاءلي ولو كنت في عين العاصفة



اخي اختي

تفاءلي ولو كنت في عين العاصفة 
غداً يزهر الريحان وتذهب الاحزان*إذا أقبلت الهموم ، وتكاثرت الغموم ، فقولى لا إله إلا الله
*كل الناس سوف يعيشون؛ صاحب القصر ، وصاحب الكوخ .. ولكن مَن السعيد ؟ 
*دعي الظالم لمحكمة الآخرة حيث لا حاكم إلا الله .
*الصلاة كفيلة بشرح الصدر وطرد الهم .
*خذي من النسيم رقته ، ومن المسك رائحته ، ومن الجبل ثباته .
*لا تيأسي من نفسك ، فالتحول بطيء ، وستصادفك عقبات تخمد الهمة ، فلا تدعيها تتغلب عليك. 
*إن التحول من الخطأ إلا الصواب مغامرة طويلة ولكنها جميلة .
*أفضل الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئًا ، ولكنهم يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم من أناس يعطون وكأنهم يصفعون! 
*لا تقبلي بوجود مناطق مظلمة في حياتك ، فالنور موجود وليس عليك إلا أن تديري الزر ليتألق!
*أشد الصعاب تهون بابتسامة شخص واثق .
*إن السعادة موجودة فيك ، ولهذا يجب أن توجهي جهودك إلا نفسك .
*هناك مكان في الصف الأول ، بشرط أن تضعي في كل ما تعملين مزيدًا من الإتقان والكمال . 
*لا تبتئسي من عمل لم تكمليه ، يجب أن تعرفي أن عمل الكبار لا ينتهي!
*الإحباط هو ألذ أعدائك ، إنه قادر على تدمير الطمأنينة .
*سعادتك ليس وقغًا على شخص آخر ، إنها في يدك أنتِ .
*تقبلي حقيقة لا مفر منها ، وهي أنك ستصادفين دائمًا في الدنيا أمورًا لا تستطيعين تغيرها ، وإنما تستطيعين التعامل معها بصبر والإيمان . *إن القلق النفسي أشد فتكًا من أمراض الجسم .
*نحن لا نستطيع تغيير الماضي ولا رسم المستقبل بالصورة التي نشاء ، فلماذا نقتل أنفسنا حسرة على شيء لا نستطيع تغيره ؟!
*مهما شددت شعرك ، وسمحت للهم والكدر أن يمسكا بخناقك ، فلن تستطيعي أن تعيدي قطرة واحدة من أحداث الماضي .
*إننا نضيع أوقات سعادتنا في الحياة من أجل أشياء لا قيمة لها .
*من أسرع رسل السعادة إلى نفوس الآخرين: الابتسامة الصادقة
 النابعة من القلب .
*ما دام الليل ينجلي فإن الألم سيزول ، والأزمة سوف تمر ، والشدة تذهب .
*في موت الأنانية تكن السعادة الحقة .
*لا تنتظري أن تكوني سعيدة لكي تبتسمي ، ولكن ابتسمي لكي تكوني سعيدة

مقتطفات من كتاب
أسعد امرأة في العالم
د.عائض القرني

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

تحميل برنامج الأذان



تحميل برنامج الأذان
يتيح لك هذا البرنامج تذكر اوقات الصلاة, و هو برنامج رائع بمعنى الكلمة حيث يقوم بتذكيرك بأوقات الصلاة، أي سوف يقوم بإصدار صوت الأذان في وقت الصلاة بشكل أوتوماتيكي ويحتوي هذا الأخير على أكثر من 6 ملايين موقع حول العالم، مما يؤهله ليكون البرنامج الإسلامي رقم واحد بين البرامج الإسلامية ويتصدر برنامج الأذان لوائح التحميل عند البلدان العربية.
حمل الأن برنامج Athan نسخة الباسك من برنامج الأذان Athan مجانا.برنامج الاذان 2013
معلومات عامة

الحجم : 8.54 Mb

الإصدار : 3.9

التوافق : كل أنظمة الويندوز All windows

الترخيص : Basic - مجاني

نوع التحميل : مباشر

تحميل البرنامج

من هنا
لا تنسونا من صالح دعائكم هنا و في ظهر الغيب.




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نصائح ذهبية وفوائد علمية هادية ونافعة بإذن رب البرية [ الاصدار الذهبي ] 

باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
من أروع المواضيع التي مرت بي
أحببت مشاركتكم إياها لفائدتها القيمة 
لمشايخ أجلاء حفظهم الله و رحم الموتى منهم
و شكر موصول للأخ أبو ليث على طرحه للموضوع الأصلي


*************************

الغرض من جمع هذه الصوتيات المفيدة والقيمة هو جعلها في (cd)
وايصالها الى الناس وتوزيعها عليهم لافادتهم في أمور دينهم ودنياهم بطريقة سهلة وميسرة.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وقد راعيت في هذا الجمع الصوت النقي والفوائد الثمينة والنصائح القيمة في دقائق معدودة.
وقد انتقيتها بمساعدة الأخ أبو جندل من سلسلة النصائح الذهبية والفوائد العلمية ون سلسلة المواعظ المؤثرة المبكية , ويعتبر هذا الاصدار الذهبي زبدة هذه السلاسل ولله الحمد والمنة.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أسأل الله العظيم أن ينفع بها الجميع.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

للتحميل السلسلة على رابط واحد مباشر من موقع أرشيف

*******************
كما يمكنكم الاستماع والتحميل المباشر من موقع Archive


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الأحد، 14 يونيو 2015

الاثنين، 8 يونيو 2015

ما أرقى مشاعرك يا أبا بكر


سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مطمئناً لسيدنا أبى بكر وهما فى الغار أثناء الهجرة: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" وكان سيدنا أبوبكر رضي الله عنه حزيناً بدليل أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له: "لا تحزن إن الله معنا" ، فما السرُّ فى ذلك اللبس ،
لأن المقام هنا مقام خوف وليس مقام حزن

وأجيب هنا :بأن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه لم يكن عندها خائفاً وإنما كان حزيناً من أجل رسول الله لأنه لا يستطيع أن يفعل من أجله شيئاً - والحزن لا يكون إلا على الغير - بدليل إن الأولياء قال الله فى شأنهم: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} يونس62

فلا يخاف الواحد منهم على نفسه ولا يحزن على محبيه ومريديه الصادقين لأن الله سيُشَفعه فيهم ويأخذ بأيديهم معه إلى المقام الكريم ، إذاً سيدنا أبو بكر لم يكن يخشى على نفسه وإنما كان يخشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك قال له الحبيب: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} التوبة40

وهنا الإشارة الراقية التى أودُّ أن إلفت إليها قلوبكم وفيها يظهر المقام الأعظم لرسول الله وعطفه علينا وتنزله لنا وكيف يخفض جناحه للمؤمنين ليأخذهم معه إلى أعلى المقامات ، فسيدنا موسى عليه السلام قال: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} الشعراء62

يقول: {إِنَّ مَعِيَ} من؟ أنا وحدى {رَبِّي سَيَهْدِينِ} معى مقام الربوبية ، لكنه صلى الله عليه وسلم لما خاطب سيدنا أبا بكر رضي الله عنه أدخلنا جميعاً أى أدخل كل الأمة المحمدية فى قوله {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} مقام الألوهية، فنحن جميعاً فى هذا المقام

فهنا تتجلى رحمة الحبيب وشفقة الحبيب وحنانه بنا لأن سيدنا موسى عندما قال: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} أسقط حتى أخاه هارون من حساباته مع أنه كان وزيره وكان نبياً أيضا ، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} وانظر إلى الفرق بين هذا وذاك ، فنحن أمة الحبيب فى مقام المعية الإلهية: {ما ظنك باثنين الله ثالثهما}{1}

فكانت النتيجة: {فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة40

فنزلت عليه هو بذاته سكينة الله وتأييده ونصرته ، ثم منه صلى الله عليه وسلم توزعت تلك السكينة والعطايا والهبات إلى من معه فى تلك المعية وكل من هو فى معيته أو إندرج تحت لواء أمته معرضاً نفسه لفضل الله وبركته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها


{1} صحيح البخارى

الخميس، 4 يونيو 2015

العقد مِن غير تسمية المهر


مٍ وغيره مِن الأمتعة على وجهِ الصداق لا الهديَّة ودَخَلَ بها: فإن كان ذلك الخاتَمُ وغيرُه يساوي مَهْرَ المثلِ مِن النساء بمنزلتها وطبقتِها فقَدْ وفَّى الزَّوجُ مَهْرَه وأخَذَتْ حَقَّها منه، أمَّا إذا كان ما أعطى دون مهرِ المثل فمِن حقِّها أن تُطالِبه بزيادةِ المالِ استيفاءً لحقِّها.
وفي حالةِ حصول نزاعٍ فإنَّ للحَكَمَيْنِ مِن الطرفين فَكَّ النِّزاع بتقديرِ مَهْرِ المثل في حالةِ الدخول أو المتعة قبله لقوله تعالى: ﴿فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ[النساء: ٣٥]، وذلك كحلٍّ بالتراضي قبل اللجوء إلى الجهة القضائية لرفعِ الخصومة.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٠ رجب ١٤٢٧
الموافق ﻟ: ١٤ أوت ٢٠٠٦م

موقع لأشهر القراء في العالم العربي


السلام عليكم
موقع مميز و جدير بالنشر
مهتم بقضايا الدين الإسلامي
جزا الله خير القائمين عليه
سماع و تحميل القرآن الكريم
مع بعض الأقسام كالأناشيد الإسلامي
و الدروس المميزة
رابط الموقع : http://adf.ly/1IHuI6
تحياتي 
سلام

قصة تدمي القلوب فيديو

قصة مؤثرة



سبحانك لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين

الثلاثاء، 2 يونيو 2015

صوم معظم شعبان والنهي عن صوم النصف الثاني منه

في الجمع بين أحاديث
صوم معظم شعبان والنهي عن صوم النصف الثاني منه

السـؤال:
ما الحكمة في إكثاره صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من صوم شعبان، وكيف يُدفع التعارض مع ما جاء من النهي عن صوم النصف الثاني من شهر شعبان؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثرَ مِنْ شَعْبَانَ، وَكَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ»(١)، وعن أُمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: «كَانَ لاَ يَصُوم فِي السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلاَّ شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ»(٢).
ويُحمَل صيام الشهر كُلِّه على معظمه؛ لأنَّ «الأَكْثَرَ يَقُومُ مَقَامَ الكُلِّ»، وإن كان اللفظ مجازًا قليلَ الاستعمال والأصلُ الحقيقة، إلاَّ أنَّ الصارف عنها إلى المعنى المجازيِّ هو ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»(٣). وعنها رضي الله عنها قالت: «وَلاَ صَامَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ مُنْذُ قَدِمَ المَدِينَةَ غَيْرَ رَمَضَانَ»(٤)، ويؤيِّده حديث ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ»(٥).
والحكمة في إكثاره صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من صوم شعبان؛ لأنه شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى وكان النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلَّم يحب أن يُرفع عملُه وهو صائمٌ، كما ثبت من حديث أسامة بن زيدٍ رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله: لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»(٦).
ولا يُمنع أن تكون أيَّام التطوُّع التي اشتغل عن صيامها لسفرٍ أو لعارضٍ أو لمانعٍ اجتمعت عليه فيقضي صومَها في شعبان رجاءَ رفع عمله وهو صائمٌ، وقد يجد الصائم في شعبان -بعد اعتياده- حلاوةَ الصيام ولذَّتَه، فيدخل في صيام رمضان بقوَّةٍ ونشاطٍ، وتكون النفس قد ارتاضت على طاعة الرحمن(٧).
هذا، وينتفي التعارض بالجمع بين الأحاديث الدالَّة على مشروعية صوم معظم شعبان واستحبابه وما جاء من النهي عن صوم نصف شعبان الثاني في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا حَتَّى يَكُونَ رَمَضَانُ»(٨)، وكذلك النهي عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومين في قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْمَ»(٩).
فيُدفع التعارض بما ورد من الاستثناء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بقوله: «إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَه فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْمَ»، أي: إلاَّ أن يوافق صومًا معتادًا(١٠)، كمن اعتاد صوم التطوُّع: كصوم الإثنين والخميس، أو صيامِ داود: يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو صومِ ثلاثة أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ، وعليه فإنَّ النهي يُحمل على من لم يُدخل تلك الأيَّام في صيامٍ اعتاده(١١)، أي: من صيام التطوُّع.
ويُلحق بهذا المعنى: القضاءُ والكفَّارة والنذر، سواءً كان مطلقًا أو مقيَّدًا إلحاقًا أولويًّا لوجوبها؛ ذلك لأنَّ الأدلَّة قطعيةٌ على وجوب القضاء والكفَّارة والوفاء بالنذر، وقد تقرَّر-أصوليًا- أنَّ القطعيَّ لا يُبطِلُ الظنيَّ ولا يعارضه(١٢).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٠رجب١٤٣٠ﻫ
الموافق ﻟ: ١٢يوليو ٢٠٠٩م


(١أخرجه البخاري في «الصوم» باب صوم شعبان (١/ ٤٧١)، ومسلم في «الصيام» (١/ ٥١٣) رقم: (١١٥٦)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢أخرجه أبو داود في «الصوم» باب فيمن يَصِلُ شعبان برمضان (٢/ ٥٢١)، والترمذي في «الصوم» باب وصال شعبان برمضان (٧٣٦)، وأحمد (٦/ ٣١١)، من حديث أمِّ سلمة رضي الله عنها. والحديث صحَّحه الألباني في «صحيح أبي داود» (٢٣٣٦).
(٣أخرجه البخاري في «الصوم» باب صوم شعبان (١/ ٤٧١)، ومسلم في «الصيام» (١/ ٥١٣) رقم: (١١٥٦)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٤أخرجه مسلم في «الصيام» (١/ ٥١٣) رقم: (١١٥٦)، والنسائي في «الصيام» (٢٣٤٩)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٥أخرجه البخاري في «الصوم» باب ما يُذكر من صوم النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وإفطاره (١/ ٤٧١)، ومسلم في «الصيام» (١/ ٥١٣) رقم: (١١٥٧)، من حديث ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(٦أخرجه النسائي في «الصيام» باب صوم النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم (٢٣٥٧)، وأحمد (٥/ ٢٠١)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما. والحديث حسَّنه الألباني في «الإرواء» (٤/ ١٠٣).
(٧انظر: «لطائف المعارف» لابن رجب (١٣٥).
(٨أخرجه أبو داود في «الصوم» بابٌ في كراهية ذلك (٢/ ٥٢١)، والترمذي في «الصوم» باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان (٧٣٨)، وابن ماجه في «الصيام» باب ما جاء في النهي أن يتقدَّم رمضان بصومٍ إلاَّ من صام صومًا فوافقه (١٦٥١)، وأحمد (٢/ ٤٤٢)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٣٩٧).
(٩أخرجه البخاري في «الصوم» باب لا يتقدَّم رمضان بصوم يومٍ ولا يومين (١/ ٤٥٧)، ومسلم في «الصيام» (١/ ٤٨٣)، رقم: (١٠٨٢)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١٠انظر: «المجموع» للنووي (٦/ ٤٠٠).
(١١انظر: «فتح الباري» لابن حجر (٤/ ٢١٥)، و«سبل السلام» للصنعاني (٢/ ٣٤٩).
(١٢انظر عدم تعارُض القطعي مع الظنِّي في: «شرح الممتع» للشيرازي (٢/ ٩٥١٩٥٠)، «الفقيه والمتفقِّه» للخطيب البغدادي (١/ ٢١٥)، «المنهاج» للباجي (١٢٠)، «شرح تنقيح الفصول» للقرافي (٤٢١).

ترجمة العبادات الى اخلاف في السلوكيات

فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة لأصحابه المباركين وكان يعلم علم اليقين أنه لابد له من الهجرة لأنه ما من نبى إلا وهاجر ، ولما نزل عليه الوحى أخذته السيدة البارة السيدة خديجة رضى الله عنها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ، وكان من أهل الكتاب يتعبد على دين المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام وقرأ الكتب السماوية التوراة والإنجيل ، فقال له: احك لى يا ابن أخى ما رأيت؟ فحكى له ما صار
سيدنا رسول الله لما جاءه الوحى لأول مرة ارتجف وارتعد وارتعش لأن سيدنا جبريل احتضنه ثلاث مرات ، وهذا الإحتضان كان للشوق لأن سيدنا جبريل كان مشتاقاً إلى حضرته فلما رآه عبَّر عن شوقه باحتضانه صلوات ربى وسلامه عليه
ثم أخذ صلى الله عليه وسلم يجرى من غار حراء إلى منزله فى مكة حتى ذهب للسيدة خديجة وقائلاً زملونى زملونى دثرونى دثرونى - فحكى له هذا ، فقال له ورقة: أبشر يا ابن أخى إن هذا هو الناموس – أى المَلَك – الذى كان يأتى موسى وعيسى وأنت نبى هذه الأمة
ثم قال له: ليتنى أكون فيها جزعاً – أى شاباً فتياً – عندما يخرجك قومك ، قال: أومخرجى هم؟ قال: نعم ، ما من نبى أُرسل بما أُرسلت به إلا وأخرجه قومه ، إذاً النبى يعرف أنه سيهاجر من لحظة نزول الوحى
رأى صلى الله عليه وسلم المكان وخططه ووطن لكل جماعة مكان فيه فى رحلة الإسراء لأن سيدنا جبريل عندما أركبه البراق جاء إلى مكان المدينة فقال هنا دار هجرتك ، من أجل ذلك فإنه صلى الله عليه وسلم عندما اشتد الأذى من الكافرين على من معه من المؤمنين قال لهم:{قَدْ رَأَيْتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ أُرِيتُ سَبْخَةً ذاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لابَتَيْنِ هُمَا حَرَّتانِ}{1}
فهاجر أصحابه إلى المدينة ثم بعد هجرته صلى الله عليه وسلم استمرت الهجرة من الجزيرة العربية إلى المدينة إلى أن فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فى العام الثامن من الهجرة فقال لأصحابه: {لا هِجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكنْ جِهادٌ ونيَّة}{2}
إذاً الهجرة استمرت لمدة ثمانى سنين ولم يعُد بعدها هجرة مكانية ، إذاً ثواب الهجرة وفضل الهجرة وعظيم الأجر على الهجرة ما ذنبنا لنُحرم منه؟ أبقى رسول الله لنا ذلك فقال فى حديث عظيم متفق عليه: {المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدهِ، والمهاجِرُ مَن هَجرَ ما نَهى اللّهُ عنه}{3}
وقال أيضاً: {وَالله لا يُؤْمِن وَالله لا يُؤْمِن وَالله لا يُؤْمِن ، قالوا: وَما ذَاكَ يا رَسولَ الله؟ قالَ: جارٌ لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ ، قالوا: وما بوائقه؟ قال : «شَرُّه» }{4}
الحديث ليس له شأن بالعبادات فلم يقل المسلم الذى يُصلى الصلوات الخمس ويصوم ويزكى فهذه الأشياء فرائض لكن متى ينال شرف أن يكون مسلماً حقاً؟ إذا تُرجمت العبادات إلى أخلاق واضحة فى السلوكيات ، أثرت عليه العبادات فأصبح وقد سَلِم الناس جميعاً من لسانه ويده
فلا لسانه يؤذى أحد ولا يغتاب أحد ولا يقع فى عرض أحد ويده لا تؤذى مسلماً بالشكاوى الكيدية أو الأذية أو بأى عمل من أعمال اليدين وفيها ما فيها بالنسبة لأخيه المسلم
والمؤمن هو الذى أمن جاره بوائقه أى شروره وآثامه فلا يرى جاره منه إلا الخير، لأن الإحسان إلى الجار هى رتبة النبى المختار صلى الله عليه وسلم ، ومن وراءه ومن على شاكلته من الأبرار والأطهار

{1} رواه البخارى في الصحيح والإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها
{2} صحيح البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهم
{3} صحيح البخارى عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهم
{4} مسند الإمام أحمد عن أبى هريرة

يبكي فراق جوار سيد الخلق محمد ﷺ

السلام عليكم
قصة و الله مؤثرة
مواطن سعودي صدر أمر بإزالة بيته من جوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
للتوسعة فأنشد قصيدة مؤثرة يصف حاله؛ وحق له أن يبكي فراق جوار سيد الخلق محمد ﷺ
يقول شاعر المدينةالمنورة
ولمّا رأيت الرقم فوق جدارها
وأيقنت أنَّ الهدم أصبح ساريا
بعثت إليكم بالبريد رسالتي
وأرفقتها شرحاً عن الدار وافيا
وأخليتها والعين تذرف دمعها
والإبن يصرخ والبنات بواكيا
فإن جاءت الآلات تهدم منزلي
وأصبح بنياني على الأرض هاويا
فلا ترفعوا ذاك الركام بقسوة
ستلقون قلبي تحته كان باقيا
فمَن لي بجار يشرح الصدر ذكره
و مَن لي بدار كان للخير دانيا
فإن كنت تبكي إن سمعت مصيبتي ..
فإني سأبقى طيلة العمر باكيا
سلامٌ على دار الرسول وأهلها 
فقدصرت بعد القرب بالدارنائيا
"""""""""'""'''''"""""""""""""""""""
ورد عليه الشاعر عبدالله عقلان:
ايا صاحب الدار التي جاء ذكرها
بطيبة والاشواق تهفو دوانيا
قرأت لك الابيات حين رسلتها
ففاضت دموع العين عبر القوافيا
فدارك يا هذا بوصفك جنة
وقلبك فيها رغم بعدك باقيا
الا ليت من قاموا بهذا ترفّقوا
وراعوا حنيناً في فؤادك خافيا
اما علموا انَّ القلوب منازل
وأعظمها ما كان لله صافيا
وما علموا ان الجوار معادن
وجيرة خير الخلق اسمى الامانيا
ففي ذكره للنفس انس وراحة
وفي قربه تغلوا ديارا خواليا
فصلِّ وسلًم يا إلهي على النبي
محمد خير الخلق للناس هاديا ..

الاثنين، 1 يونيو 2015

إلى أخي الصحفي المسلم


نصيحةٌ
إلى صحفيٍّ مسلمٍ

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فقَدْ تقدَّم في كلماتٍ شهريةٍ سابقةٍ التعرُّضُ إلى جملةٍ مِن شرائح الأمَّة بالنصيحة والتوجيه: مِن نصيحةٍ لمن وقع في بعض الشركيات، ونصيحةٍ إلى مقيمٍ في بلاد الكفر، ونصيحةٍ إلى الزوجين موسومةٍ ﺑ«المعين في بيان حقوق الزوجين»، ونصيحةٍ توجيهيةٍ بين يدي الحاجِّ والمعتمر، ونصيحةٍ إلى المرشد الدينيِّ للحاجِّ، ونصيحةٍ إلى طبيب مسلمٍ ضمن ضوابط شرعية يلتزم بها في عيادته، وضوابطِ نصيحة أئمَّة المسلمين [حكَّامًا وعلماء]، ومسلك النصيحة وقيود الالتزام التربويِّ، ونصيحةٍ للتاجر، ونصيحةٍ لمن يسوِّف التوبة، ونصيحةٍ لمبتدئٍ في الاستقامة، ونصيحةٍ لمستقيمٍ في وسطٍ عائليٍّ منحرفٍ، ونصيحةٍ إلى متردِّدٍ بين الارتقاء في طلب العلم أو الزواج، ونصيحةٍ لمن تؤخِّر زواجها، ونصيحةٍ للمرأة التي توفِّي ولدُها الصغير، ونصيحةٍ إلى أصحاب التسجيلات الإسلامية، وقد رأيتُ أنَّ ما يقتضيه واجبُ النصيحة للخَلْق هو أنْ أضيفَ إلى القائمة السابقة نصيحةً لممتهِن الصحافة المسلم عامَّةً، منطوقةً كانت أو مكتوبةً، مِن غير تخصيصِ بلدٍ دون آخَرَ عملًا بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: «لِمَنْ؟» قَالَ: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»(١).
والمعلوم أنَّ وسيلة الصحافة الإعلامية كانت بأيدي الصحفيين والكتَّاب مِن اليهود والنصارى منذ زمن نشأتها، واستُغِلَّتْ إلى أمدٍ بعيدٍ للتأثير على الأفراد والمجتمعات المسلمة بشتَّى أنواع التأثيرات المُغْرِية والدعوات الهدَّامة، والتي ترمي ـ في آخر المطاف ـ إلى تحطيم الدين الإسلاميِّ في جانبه العقديِّ والأخلاقيِّ واللغويِّ، وهذه الجوانب الثلاثة ترجع ـ جميعًا ـ إلى الجانب الأوَّل؛ ذلك لأنَّ هَدْمَ الخُلُق إنما هو هدمٌ للدين في جانبه الأخلاقيِّ، وهَدْمَ اللغة ليس إلَّا هدمًا للدين الإسلاميِّ في لغة المسلمين التي يتعبَّدون اللهَ بها وألَّف اللهُ قلوبَهم عليها، ثمَّ ما لبث أن سَلَكَتْ هذه الوسيلةُ الإعلامية نَفْسَ الاتِّجاه والبُعد بما وَرِثَه عنهم أبناءُ أمَّتنا المرتمون في أحضان الغرب مِن العلمانيين والملحدين وإخوانهم مِن أصحاب المناهج الهدَّامة المناوئة للإسلام، التي ترمي ـ في تحقيق أهدافها بوسيلة الصحافة ـ إلى تهوين أثر الإسلام في النفوس وتفتيت قوَّته ووحدته التي استعصت على أعداء الإسلام لقرونٍ طوالٍ، تتصيَّد مواطنَ الشُّبَه ومواضعَ الغموض والالتباس في الشريعة وفي حياة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وحياةِ صحابته الكرام ومَن تبعهم مِن سلفنا الصالح ليَفتنوا بها الأغرارَ الذين لم يتحصَّنوا بالقَدْر اللازم مِن علوم الإسلام والسنَّة حتَّى يتسنَّى لهم أن يفهموا وجهَ الحقِّ والمصلحة الشرعية فيها، وهكذا يدسُّون الباطلَ في مقالاتهم وعباراتهم بما يشبه لونَ الحقِّ ليُضِلُّوا الأحداثَ والرأي العامَّ عن سواء السبيل، وفاضت الصحفُ والمجلَّاتُ بالتشكيك والتهوين والتلبيس، وعمَّتْ صفحاتُها بالإشادة بالعلوم الغربية والعلمانية، والتنويهِ بحرِّيَّة الفكر والمعتقَد، وحرِّيَّةِ المرأة، والتحرُّرِ مِن عبودية التقليد والاتِّباع، والدعوةِ إلى الانضواء تحت شعارات الأنظمة الغربية مِن الديمقراطية والاشتراكية والليبرالية ونحوها، ووضعِ ثوابت الأمَّة الشرعية موضعَ النقد والمناقشة، وهي ترفع مِن شأنِ مَن يُفْتيهم في الدين بما يلائم مقاصدَهم وطموحاتهم وأهواءهم، وتصفُ منهجَهم بالتحرُّر ومرونة التفكير والتقدُّمية وسَعَة الأفق، في حين تصف مواقفَ الملتزمين بحدود الشرع الذين لا يجعلونه تبعًا للشهوات والأهواء بالجمود والتزمُّت والتشدُّد والرجعية وما إلى ذلك مِن الألقاب التي اتُّخذَتْ ـ بعدها ـ طريقًا للتضييق والتقزيم بحسب الظروف وتعاقُب الأزمان.
ولا يزال الإسلام يُبتلى بمن يناصبه العداوةَ في جهلٍ وغرورٍ مِن دعاة تلميع الباطل وترويجِ الإلحاد إلى يوم الناس هذا، والحمد لله الذي قيَّض لهذه الأمَّةِ رجالًا أُمَناءَ مِن أهل السنَّة يدافعون عن الحقِّ ويذبُّون عن السنَّة، ويكشفون مَكْرَ أهل الباطل ومكايدَهم، ويرفعون الغطاءَ عن سرائرهم وما تخفي صدورُهم وما تضمر قلوبُهم، فيقعدون لهم ولِما يروِّجونه مِن فسادٍ وإفسادٍ كلَّ مَرْصَدٍ، فيقطعون عنهم ـ فيما وَسِعَهم ـ حَبْلَ إغوائهم ويحفظون الأمَّةَ مِن عدوى أمراضهم، فيذهب باطلُهم زاهقًا، وتبقى كلمةُ الله هي العليا.
فلهذه الأسباب كان مِن أولوية ما يُنصح به الصحفيُّ المسلم:
أوَّلًا: أن يجتنب العملَ في الصحف والمجلَّات المناوئة للإسلام القائمةِ على بثِّ الإلحاد والتشكيك في عقيدة المسلمين ونشرِ فتن الشبهات وزرعِ الفرقة بالطعن في قضايا الإسلام وأحكامه، وعرضِ ثوابته العظام على مائدة الجدل والمناقشة والنقد للانتهاء إلى النقض، خدمةً لأعداء الإسلام والدين، وتحسينِ الباطل وتقبيح الحقِّ، التي تحارب الإسلامَ وتطعن في السنَّة، وتنال مِن مظاهر الحاملين لشعارها هديًا ظاهرًا ومعتقَدًا راسخًا بأساليبَ متنوِّعةِ المسالك فتجذب كثيرًا مِن الأحداث والأغرار الذين يعانون مِن فُشُوِّ الجهل وضحالة العلم وقلَّة البضاعة فيه، وخاصَّةً إذا كانت مصادرُ تمويلِ هذه الصحف محرَّمةً أو مشبوهةً.
هذا، وفي مَعْرِض تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ[البقرة: ١٤٥] يقول الشوكانيُّ ـ رحمه الله ـ: «فيه مِن التهديد العظيم والزجرِ البليغ ما تقشعرُّ له الجلودُ وتَرْجُفُ منه الأفئدةُ، وإذا كان الميلُ إلى أهوية المخالِفين لهذه الشريعة الغرَّاءِ والملَّةِ الشريفة مِن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ الذي هو سيِّدُ ولدِ آدم ـ يوجب عليه أن يكون ـ وحاشاه ـ مِن الظالمين؛ فما ظنُّك بغيره مِن أمَّته؟ وقد صان الله هذه الفِرْقة الإسلامية بعد ثبوت قَدَمِ الإسلام وارتفاعِ مَناره عن أن يميلوا إلى شيءٍ مِن هوى أهل الكتاب، ولم تبق إلَّا دسيسةٌ شيطانيةٌ ووسيلةٌ طاغوتيةٌ، وهي ميلُ بعضِ مَن تحمَّل حُجَجَ الله إلى هوى بعضِ طوائفِ المبتدعة، لِما يرجوه مِن الحُطام العاجل مِن أيديهم أو الجاهِ لديهم إن كان لهم في الناس دولةٌ أو كانوا مِن ذوي الصولة، وهذا الميلُ ليس بدون ذلك الميل، بل اتِّباعُ أهوية المبتدِعة تشبه اتِّباعَ أهوية أهل الكتاب، كما يشبه الماءُ الماءَ، والبيضةُ البيضةَ، والتمرةُ التمرةَ، وقد تكون مفسدةُ اتِّباع أهوية المبتدِعة أشدَّ على هذه الملَّة مِن مفسدة اتِّباع أهوية أهل المِلَل؛ فإنَّ المبتدعة ينتمون إلى الإسلام، ويُظهرون للناس أنهم ينصرون الدينَ ويتَّبعون أحسَنَه، وهم على العكس مِن ذلك الضدُّ لِما هنالك، فلا يزالون ينقلون مَن يميل إلى أهويتهم مِن بدعةٍ إلى بدعةٍ ويدفعونه مِن شنعةٍ إلى شنعةٍ، حتَّى يسلخوه مِن الدين ويُخرجوه منه، وهو يظنُّ أنه منه في الصميم، وأنَّ الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم، هذا إن كان في عِداد المقصِّرين ومِن جملة الجاهلين، وإن كان مِن أهل العلم والفهم المميِّزين بين الحقِّ والباطل كان في اتِّباعه لأهويتهم ممَّن أضلَّه اللهُ على علمٍ وخَتَم على قلبه، وصار نقمةً على عباد الله ومصيبةً صبَّها اللهُ على المقصِّرين، لأنهم يعتقدون أنه في علمِه وفهمه لا يميل إلَّا إلى حقٍّ، ولا يتَّبع إلَّا الصوابَ، فيَضِلُّون بضلاله؛ فيكونُ عليه إثمُه وإثمُ مَن اقتدى به إلى يوم القيامة»(٢).
ويُلحق بها دعوى الجاهلية بنشر الأبراج وضروب الكهانة فهو مِن التعاون الآثم المنهيِّ عنه بنصِّ قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢].
ثانيًا: أن يتجنَّب العملَ في الصحف السافلة والمجلَّات الهابطة القائمة على إثارة الشهوات وإشاعة الفاحشة وتناوُل الأعراض، والتي تعتمد في نشرها على كشف العورات والدعايةِ للمحرَّمات ونشرِ الفضائح في المجتمع وانتهاكِ الحُرُمات وتوسيعِ دائرة الرذيلة باللهو والمجون والقصص المثيرة وما لا فائدة منه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: ١٩].
ثالثًا: أن يعمل في الصحف والمجلَّات الجادَّة والمستقيمة الهادفة القائمة على نشر الفضيلة في المجتمع والأخبار الصادقة والنافعة، وتعريفِ المسلمين بدينهم الحقِّ وتبصيرهم بأمور دنياهم، ودعوتِهم إلى العمل بأحكام الإسلام وتعاليمه العظام، والتحلِّي بأخلاقه وفضائله وآدابه، وتقريبِهم مِن منهل الإسلام الصافي، وتحذيرِ المسلمين مِن قبائح المنهيَّات على مختلف مظاهرها ورواسب الأفكار الدخيلة والمعتقَدات الفاسدة التي شوَّهَتْ جمالَ الإسلام وحالَتْ دون تقدُّم المسلمين، وهذا يتطلَّب مِن الصحفيِّ المسلم:
١ـ أن يحرص على معرفة دينه معرفةً تمكِّنه مِن رفع الجهل عن نفسه، وحفظِ شريعة الله بالتعلُّم، والعمل بما حَفِظ وضَبَط، فالعلم الشرعيُّ ـ مِن حقائق الإسلام عقيدةً وشريعةً ـ واجبٌ على أعيان المسلمين، لا يَسَعُ المسلمَ جهلُه لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»(٣).
كما يجب أن يتعلَّم ما لا يَسَعُه جهلُه مِن شرائعِ الإسلام وحقائقه فيما يتعلَّق بعمله وتخصُّصه: إحاطةً واستقامةً ليكونَ ـ بما آتاه اللهُ مِن العلم النافع ـ على درايةٍ كافيةٍ بالتشويهات الفكرية والعقدية والسلوكية الجارية في محيط أمَّتنا الذي يشهد عدوانًا على ثوابتِ الإسلام عقيدةً وشريعةً، وتطاولًا غيرَ مسبوقٍ على سيادة شريعة الله.
٢ـ أن يحرص ـ في تحليلاته للوقائع والآراء والحكم عليها ـ على أن يتَّخذ كتابَ الله وسنَّةَ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ميزانًا للقبول والردِّ؛ لأنَّ أقوال الرجال وآراءَهم وأفكارهم المُرْسَلة المجرَّدةَ عن السند والدليل ليست مقياسًا للحكم والمعتقَد، بل بالوحيَيْن تُوزَن الاعتقاداتُ والأقوال والأعمال، وبهما يحصل التمييزُ بين الحقِّ والباطل، والهدى والضلال، والخطإ والصواب، وما سواهما مِن آراء البشر وأقوالهم واجتهاداتهم إنما تُعْرَض على الميزان الحقِّ وهو: الكتابُ والسنَّةُ الصحيحة، فإن حصلت الموافقةُ له والمطابقةُ أَخَذ بتلك الأقوال والآراء وأيَّدها ونَصَرها ووقف موقفًا شرعيًّا تُجاهها، وإن كانت الأخرى رُدَّت على أصحابها مهما كان مستواهم العلميُّ ومنزلتُهم الأدبية عند الناس؛ لأن «الحقَّ يعلو ولا يُعلى عليه»، وكما قيل: «اعْرِفِ الحقَّ تَعْرِفْ رجالَه».
وعند التعرُّض لبيان خصائص أهل السنة يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «وهم يَزِنون بهذه الأصول الثلاثة [أي: الكتاب والسنَّة وإجماع السلف الصالح] جميعَ ما عليه الناسُ مِن أقوالٍ وأعمالٍ باطنةٍ أو ظاهرةٍ ممَّا له تعلُّقٌ بالدين»(٤).
٣ـ الأمر الذي يستدعي مِن الصحفيِّ المسلم:
أ ـ أن يتمتَّع بحسِّ الناقد البنَّاء فينظر إلى مسائل الوقائع النازلة والمستجِدَّات ونحوِها نظرةً موضوعيةً قائمةً على تفكيرٍ حُرٍّ ضمن حدود القواعد الإسلامية بما يتعرَّف عليه مِن مداركِ الشرع، يتحرَّر بها مِن قيود الحزبية الضيِّقة ومِن الجمود الفكريِّ والتعصُّب المذهبيِّ والاحتجاج بتقليد الآباء؛ فإنَّ هذا يحول بين المرء وبين معرفةِ الحقِّ واتِّباعِه، ويسبِّب الفُرْقةَ فيفضي إلى الإعراض عمَّا أنزل اللهُ وعدمِ الالتفات إليه اكتفاءً بتقليد الآباء والتعصُّب لرؤساء الأحزاب وأئمَّة المذاهب؛ فهذا شأن المقلِّدين المتعصِّبين: يردُّون الحقَّ احتجاجًا بمذاهب آبائهم ومشايخهم وأئمَّتهم ورؤسائهم، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: ١٧٠].
ب ـ أن يتمتَّع بقوَّة الرأي المدعَّم بالحقائق، وأن تكون له رغبةٌ أكيدةٌ في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل ضمن منظورٍ شرعيٍّ، غير متَّصفٍ ـ في مواقفه ونقده ـ بالتردُّد في الرأي والتلوُّن في المواقف؛ فإنَّ الإمَّعة هو الذي لا يثبت على شيءٍ لضعف رأيه، وقد روي عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا»(٥).
رابعًا: الكلمة ـ بلا شكٍّ ـ أمانةٌ ومسئوليةٌ، ومسئوليةُ الصحفيِّ تكمن في أداء عمله على جهة الالتزام بالأمانة العلمية والدقَّة في النقل دون بَتْرٍ أو إخلالٍ أو اضطرابٍ محقِّقًا للموضوعية في طرح الموضوعات بإخلاصٍ وحُسْنِ نيَّةٍ بعيدًا عن ذاتية الصحفيِّ؛ لأنَّ ما نلاحظه في الواقع أنَّ الحقائق تأتي ـ تارةً ـ مشوَّهةً ومزيَّفةً ممزوجةً بافتراءاتٍ وأكاذيبَ لا أساس لها مِن الصحَّة، تتبلور شخصيةُ المخبر أو ذاتيةُ المحلِّل في طمس الحقيقة وتلميعِ الباطل وترويجه قَصْدَ التلبيس والإضلال؛ ذلك لأنَّ شخصية الصحفيِّ محلُّ تأثيراتٍ مختلفةٍ تتولَّد عنه ردودُ أفعالٍ ذاتيةٌ موافِقةٌ لمزاجه أو مذهبه واتِّجاهاته، وتخضع غالبًا للتأثيرات النفسية أو الحزبية أو للجهات الموالية لها أو لضغوطات الجهات المسئولة عنه، بغضِّ النظر عن الأبعاد أو الغايات التي يريد الوصولَ إليها بهذه الأفعال.
هذا، وتتبلور ـ عادةً ـ التأثيراتُ النفسية أو الحزبية على شخصية الصحفيِّ، وتنعكس في تلميع صورة المنحرفين والمفلسين، والتشهيرِ بالمشبوهين والساقطين وأضرابهم، مِن خلال نشر صورهم المنافية للدين والخُلُق، واستضافتِهم والإشادة بأعمالهم إسهامًا في نشر الرذيلة والحَجْر على الفضيلة.
وقد تأتي الحقائقُ ـ تارةً أخرى ـ ناقصةً أو مبتورةً نتيجةَ تقصيرٍ مِن الصحفيِّ في أداءِ مهنته على الوجه المطلوب أو لضعف تكوينه المهنيِّ.
هذا، والذي ينبغي على الصحفيِّ الاتِّصافُ به هو: التخلُّصُ مِن العامل الشخصيِّ الذاتيِّ، مراعيًا في ذلك الإخلاصَ في أداء الأمانة العلمية بكلِّ معانيها في محاولة الاقتراب قَدْرَ الإمكان مِن الموضوعية إذا ما توفَّرَتْ له المؤهِّلاتُ واستقامت معه الذاتُ.
خامسًا: الصحافة صناعةُ الصحفيِّ، وكثيرًا ما ينطلق بعضُ الكُتَّاب والصحفيِّين مِن تنزيه الذات وتزكيةِ النفس مِن منطلَق العُجْب والاستعلاء على الآخَر، والحطِّ مِن شأنه والتقليل مِن أهمِّيَّته ووزنِه في الأمَّة، أو تضخيم مثالبه وتهويل هَنَاته إذا وَجَدَ لذلك سبيلًا، فهو يرى نَفْسَه أنه قد وصل إلى مدارج الكمال ورتبة العصمة، فتراه أُحاديَّ النظرة والتحليل، لا يحتاج إلى الاستفادة مِن غيره، كما لا يحتاج إلى مَن يبصِّره بخطئه أو ينبِّهه على زلَّته أو يعرِّفه بموضع انحرافه، فكأنه يمتلك الحقيقةَ المطلَقة حالَ تحليله لقضايا الأمَّة وواقع مجتمعها، ويعتبر المخالِفَ دونه ولو كان أوثقَ منه علمًا وأرجحَ منه دليلًا وأصحَّ منه عقلًا، ولا يخفى أنَّ العُجْبَ والغرور مِن أعظمِ العوائق عن الكمال، ومِن أكبرِ المهالك في الحال والمآل، قال تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: ٣٢]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [الانفطار: ٦]، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوًى مُتَّبَعٌ وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ»(٦).
سادسًا: على الصحفيِّ أن يتحلَّى بخُلُق الصدق في ممارسة مهنته ويتحاشى الكذبَ والإيهام والتلفيقَ والإشاعاتِ الباطلةَ وترويجَ مادَّتها في المجتمع المسلم، خاصَّةً إذا ترتَّب عليها أذيَّةٌ وضررٌ؛ ذلك لأنَّ المسلم ـ حقًّا ـ لا يرى الصدقَ خُلُقًا حسنًا فحَسْبُ، وإنما ينظر إليه على أنه مِن مكمِّلات إيمانه ومتمِّمات إسلامه، فلا يتَّصفُ بصبغة أهل الأهواء الذين يسمعون الأخبارَ مِن غير الموثوق فيهم، ويعتمدون على نقلٍ قد لا يُعرف صاحبُه أو لا يُعرف حالُه، وفي هذا المعنى يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «وأمَّا أهلُ الأهواء ونحوُهم: فيعتمدون على نقلٍ لا يُعرف له قائلٌ ـ أصلًا ـ لا ثقةٌ ولا معتمَدٌ، وأهونُ شيءٍ ـ عندهم ـ الكذبُ المختلَقُ، وأعلمُ مَن فيهم لا يرجع فيما ينقله إلى عمدةٍ، بل إلى سماعاتٍ عن الجاهلين والكذَّابين، ورواياتٍ عن أهل الإفك المبين»(٧)، وقد جاءت النصوصُ الشرعية كثيرةً تأمر بالصدق وتحذِّر مِن آفة الكذب في القول والعمل ومِن الأخذ بقول الكاذبين، ومِن ذلك: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: ٦]، قال السعدي ـ رحمه الله ـ: «الواجب ـ عند خبر الفاسقِ ـ التثبُّتُ والتبيُّنُ، فإن دلَّتِ الدلائلُ والقرائن على صدقه عُمِل به وصُدِّق، وإن دلَّت على كَذِبِه كُذِّب ولم يُعْمَل به، ففيه دليلٌ على أنَّ خبر الصادق مقبولٌ، وخبرَ الكاذب مردودٌ، وخبرَ الفاسق متوقَّفٌ فيه كما ذَكَرْنا؛ ولهذا كان السلفُ يقبلون رواياتِ كثيرٍ مِن الخوارج المعروفين بالصدق ولو كانوا فُسَّاقًا»(٨)، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: ١١٩]، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»(٩)، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»(١٠)، بل اعتبر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم كَذِبَ الحديث مِن النفاق وآياتِه في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»(١١).
علمًا بأنَّ الصدق يثمر ثمارًا حسنةً منها: راحةُ الضمير وطمأنينةُ النفس، بخلاف الكذب فلا يأتي إلَّا بالشكِّ والريبةِ وفقدانِ الثقة وسقوطِ العدالة عند الناس، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «... فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ»(١٢).
سابعًا: ونختم هذه النصيحةَ بأن نحذِّر الصحفيَّ مِن الخوض في أعراض المسلمين والمسلمات، والوقوع في أذيَّتهم والإضرار بذواتهم ومكانتهم بالخديعة والمكر، والسخرية والاحتقار، وسوءِ الظنِّ في أقوالهم ومواقفهم والتجسُّسِ عليهم، وحشدِ الهِمَّة في تصيُّد العثرات والهفوات والسقطات مِن غيرِ العناية بمقاصد الألفاظ وإحسانِ الظنِّ بأصحابها، ونبزِهم بألقاب سوءٍ، وإثارةِ الوقيعة بينهم بالغِيبة والنميمة لإفساد ذات البَيْن، أو إرادةِ الكشف عن عوراتهم بالفضيحة والتشهير لغرضِ الإسقاط أو التنفير، ولو كان المعنيُّ بالطعن مُحِقًّا؛ كلُّ ذلك مسايَرةً لِما تحبُّه الأنفسُ مِن التشهِّي في لمز الأعراض ونبزِها والطعن في خلفيات الأفعال بسوء الظنِّ، وما يترتَّب على ذلك مِن مداخيل مادِّيَّةٍ على حساب لحوم المؤمنين والمؤمنات وأعراضهم، وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ تحرِّم ذلك في مواضعَ كثيرةٍ نذكر منها: قولَه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: ٥٨]، وقولَه تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء: ١١٢]، وقولَه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات: ١١ ـ ١٢]، وقولَه صلَّى الله عليه وسلَّم: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ»(١٣)، وغيرَ ذلك مِن النصوص الشرعية المنبِّهة على حقوق المسلم على المسلم والمحذِّرة مِن تجاوزها والاعتداء عليها.
ولا يساورنا شكٌّ في أنه لا سبيل للدفاع عن الأخطاء أو تسويغها والإشادةِ بها، كما لا سبيل ـ أيضًا ـ إلى التشهير بها، وإنما المسلك الحقُّ فيها أَنْ تُبَيَّن بالمجادلة المحمودة وإظهار الحجَّة وبيان المحجَّة مِن غيرِ تناوُل الأعراض والانتقاصِ مِن قيمة الأشخاص والردِّ بما ليس هو دليلًا معتمَدًا ولا حجَّةً ظاهرةً؛ فإنَّ ذلك معدودٌ مِن النفاق في العلم، كما أفصح عنه ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ بقوله: «والمجادلة المحمودة إنما هي بإبداء المدارك وإظهار الحجج التي هي مستَنَدُ الأقوال والأعمال، وأمَّا إظهار الاعتماد على ما ليس هو المعتمَدَ في القول والعمل، فنوعٌ مِن النفاق في العلم والجدل، والكلامِ والعملِ»(١٤).
هذا آخِرُ ما تيسَّر لنا ذكرُه مِن النصائح مقدَّمةً إلى الصحفيِّ، نسأل اللهَ تعالى أن يجمع شَمْلَ الأمَّة، وأن يوحِّد صفوفَها على الكتاب والسنَّة وفهمِ سلفِ الأمَّة، ويؤلِّف بين قلوب أبنائها ويشرحَ صدورَهم للحقِّ المبين، ويهديَنا ـ بفضله وكرمِه ـ إلى صراطٍ مستقيمٍ.
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ١٩ مِن ذي القعدة ١٤٣٥ﻫ
الموافق ﻟ: ١٤ سبتمـبر ٢٠١٤م


(١أخرجه مسلم في «الإيمان» (٥٥) من حديث تميم بن أوسٍ الداريِّ رضي الله عنه.
(٢«فتح القدير» للشوكاني (١/ ١٥٤).
(٣أخرجه ابن ماجه في «المقدِّمة» باب فضل العلماء والحثِّ على طلب العلم (٢٢٤) مِن حديث أنس بن مالكٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٣٩١٣).
(٤«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٣/ ١٥٧).
(٥أخرجه الترمذي في «البرِّ والصلة» بابُ ما جاء في الإحسان والعفو (٢٠٠٧) من حديث حذيفة رضي الله عنه. وضعَّفه الألباني في «ضعيف الجامع» (٦٢٧١).
(٦أخرجه البيهقي في «شُعَب الإيمان» (٧٣١)، والطبراني في «الأوسط» (٥٤٥٢)، من حديث أنسٍ رضي الله عنه. وحسَّنه الألباني بمجموع طُرُقه في «السلسلة الصحيحة» (١٨٠٢).
(٧«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢٧/ ٤٧٩).
(٨«تفسير السعدي» (٩٤٣).
(٩أخرجه البخاري في «الأدب» باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: ١١٩] وما يُنهى عن الكذب (٦٠٩٤)، ومسلم في «البرِّ والصلة» (٢٦٠٧)، من حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه.
(١٠أخرجه مسلم في «المقدِّمة» باب النهي عن الحديث بكلِّ ما سمع، مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١١أخرجه البخاري في «الإيمان» باب علامة المنافق (٣٣)، ومسلم في «الإيمان» (٥٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١٢أخرجه الترمذي في «صفة القيامة» (٢٥١٨) مِن حديث الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما. وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٣٣٧٨).
(١٣أخرجه مسلم في «البرِّ والصلة» (٢٥٦٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١٤«اقتضاء الصراط المستقيم» (١/ ٢٨٢) و«مجموع الفتاوى» (٤/ ١٩٤) كلاهما لابن تيمية.